عندما استشهد (عمّار بن ياسر) في معركة صفين خرج رجل من جيش معاوية اسمه عبد الله وقال لمعاوية: اليوم انكشف لي الحق وتيقنت أنّ علي بن ابي طالب عليه السلام على الحق وأنت على الباطل.
قال معاوية: بأيّ دليل؟
قال عبد الله: سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسمع غيري أيضاً منه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال لعمّار: (يا عمّار ستقتلك الفئة الباغية)(1) والناس الذين التفوا حولك قتلوا عماراً فأصبحوا مصداقاً (للفئة الباغية) وجيشك الجيش الذي طغى وبغى على الحق، وأنك رئيسهم.
فقال معاوية: الذي جاء به إلى حربنا هو الذي قتل عماراً ـ أراد بذلك علي بن أبي طالب عليه السلام ـ .
فأجابه عبد الله: فعلى هذا التأويل: الذي قتل حمزة في حرب أحد هو الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لا (الوحشي) لأن الرسول أخذه للحرب!
فبهت معاوية من هذا الكلام وسكت.