وقف الفاروق يوزع على المسلمين عطاياهم ، و فجأة يجد أمامه ” أبو مريم الحنفي ” قاتل شقيقه الصحابي الجليل “زيد بن الخطاب” في حروب الردة ، فيقول له الفاروق : أنت قاتل زيد؟
فيرد الرجل : نعم أنا قاتله ،
فيرد الفاروق : اغرب عن وجهي فأنا لا أحبك حتى تحب الأرض الدماء ..
فيقول الرجل : و هل يمنعني هذا حقي ؟
و هل يحل لهذا جلد ظهري؟
فيقول الفاروق : لا ..
فيقول ” أبو مريم ” : مالي و لحبك ؟!
فلا على الحب يبكي إلا النساء ..
فيشعر سيدنا عمر بصفاقة رد الرجل و ينصرف عنه بعد ان يعطيه حقه ..
لقد كان الفاروق بيده أن يثأر لأخيه ، مستغلا بجاحة الرجل و تعجرفه ، و أن يجعل منه ” نكالا و عبرة ” ، تحت زعم المساس بهيبة الدولة و الخليفة ، و لكن الفاروق العظيم – و الذي اقترن اسمه بالعدل – لم يجعل من ثأره لنفسه ذريعة للثأر لأخيه أو العكس ..
كم من طاغية و حاكم ظالم فاسد قام بالقتل و السلب و النهب لكل من عارضه ، فقط لأجل أن يرضي غروره الساقط و كبريائه المهترئ ..